أقنعه

جلس ثلاثتهم يتأملون السماء ليلا
هم أصدقاء أو هكذا يعتقدون
كل يري السماء من وجه نظره
وكل يرى جمال مختلف عما يراه الآخر
فهذا تشده النجوم وذاك يعجبه منظر البدر والأخير يشده الغموض الساكن في أعماق الليل
وسرعان ما انتقل الحديث بينهم من التغزل في السماء إلى حديث شخصى

ولكن لنتعرف عليهم أولا
الأول : يعتبر الثاني أقرب صديق له والوحيد الذي يأتمنه على أسراره
الثاني : يتصرف وكأنه مدرك لكل شئ ويتصرف كأنه الصديق الذي لا يشبهه أحد
الثالث : هادئ وعميق وانفعالاته غير مبالغ فيها .. يدرك الأمور بهدوء نادر
الأول : هناك موضوع يشغلني بل هي مشكله وأريد أن أصل فيها لحل وقرار حاسم
الثاني : دون أن يسأل يقول
نعم أنت هكذا دوما .. تحيا في عالم ليس عالمنا ... وربما ما تظن أنه مشكله كبيره وبالتالي
يأخد منك وقت في التفكير وتردد في إتخاذ القرار
لا يعد سوى أمرا عاديا عند باقي الناس
الثالث : لنعلم أولا ما الأمر ثم نتكلم .. يتوجه بحديثه إلى الأول .. فأنا أعلم مدى حكمتك وعقلك
الأول : صمت كثيرا ولم يتحدث وكأنه نسى الحروف والمفردات
لم يكن يعنيه الأمر الذي يشغله والمشكله التي تؤرقه
كل ما كان يشغل تفكيره... هذا الصديق التاني
وكأنه يراه ويستمع إليه لأول مرة
كيف لم يراه قبل ذلك ؟
كيف لم يكتشف أنه دوما لا يرى إلا الجانب السلبي في شخصيته
كيف لم يدرك أنه لا يرى إلا أخطاؤه ليجد الفرصه ليوبخه عليها
كيف اعتبره صديق مقرب وهو حتى لم يهتم لمعرفه الموضوع
وسارع يقذف الإتهامات دون أن يفكر
نظر إليه في صمت وتعجب وكأنه يتعرف عليه لأول مره
ونظر للثالث أيضا وكأنه يراه لأول مره
وابتسم ابتسامه لم يفهمها أحد... وانصرف

السؤال الآن هو
..... هل تعرف من حولك جيدا؟
هل تعامل كل واحد بقدره ؟
هل تمنح كل واحد من عقلك وقلبك قدر ما يستحق؟
أم لازالت تخدعك الأقنعه ؟؟؟