Tuesday, June 10, 2014

حدث .. في الأحلام ( قصه )



كان هناك شاب يعيش في أقصى الأرض ... يري حياته قاتمه .. لا لون فيها ولا حياه ..
وفي يوم من الأيام وقبل أن يخلد للنوم .. تمنى أن يمنحه الله الصبر ليتقبل حياته ..و راح يتخيل حياه ملونه بألوان قوس قزح ..
- وكان هناك فتاه تعيش في الجانب الآخر من الأرض .. تري حياتها ملونه بالأسود
ويوماً ما وقبل أن تخلد إلي النوم .. تمنت من الله فرحه تلون حياتها

ولأن الإثنان من المستحيل أن يتقابلا في الواقع .. فكان اللقاء في دنيا الأحلام

في الحلم ........
منادى ينادى عن عرض خاص لبيع بذور من نوع خاص .. بذور خاصه بالفرح .. والصبر
وفي الحلم .. سمع الشاب والفتاه المنادى ..
فاتجها كلا منهما إلي محل البذور .. وعند الباب كان اللقاء



الشاب : صباح الخير سيدتى
الفتاة : تجاهلت كلماته وأدارت وجهها بعيداً
الشاب مرة أخرى : صباح الخير سيدتى
قبل أن تبدى الفتاة أي رد فعل مر رجل وراح يكلمهما
الرجل : لماذا تقفا هنا هكذا؟
الشاب : ننتظر أن يُفتح محل البذور
الرجل : إنه يفتح من الخارج فقط ويحتاج اثنين قلبهما لا يعرف الغدر ولا الكره يدفعاه معا فيفتح
تبادل الشاب والفتاه نظرات التعجب والخوف من أن لا يفتح الباب ..فلا يعرف كلا منهما الآخر وبالتالي لا يعرف أي منهما ما ينغلق عليه قلب الآخر
لكنهما اقتربا من الباب في تخوف
والاثنان قالا : بسم الله الرحمن الرحيم .. وراحا يدفعاه بهدوء
فانفتح الباب
المكان في الداخل أشبه بحديقه صغيرة تتناثر فيها كل أنواع الزهور .. مضاءه دائماً وكأن الشمس تشرق بداخلها ... وتسمع فيه لأصوات الطيور رغم أنك لا تراها
الفتاه تنظر حولها  : ها هى بذور الفرح الحمد لله
الشاب : كنت تبحثين عنها من أجل الحزن الواضح على وجهك
حسنا .. ولكن أين بذور الصبر ؟
الفتاة : هاهى هناك ..
الشاب هيا لنخرج ونزرع تلك البذور فنحصد ثمارها
وأثناء خروجهما وجدا نفس الرجل وكأنه كان ينتظرهما
الرجل : يوماً ما  إذا أردتما العوده يجب أن تكونا سويا .. تذكرا ما قلت جيداً .. فلن يفتح الباب لأحدكما دون الآخر
الشاب وهو يبتسم : حسنا .. هذا  إذا احتجنا بذور أخرى ..
الفتاه : هيا هيا .. ولكن !
الشاب : ماذا ؟
الفتاه : ماذا لو أردنا أن نعود لنحصل على بذور أخرى .. أخشي أن نضل الطريق
الشاب : حسنا دعينا نلقي بعض البذور أثناء سيرنا علها تنبت يوماً فترشدنا إلي الطريق

الفتاه : هيا نفعل
راح الشاب يلقي بذور الصبر على الجانب الذي يسير فيه وكذلك فعلت الفتاه
سارا كثيراً وتحدثا كثيراً حتى تعبا وعندما وجدا شجرة أسرعا إليها ليستريحا  ..
الشاب : خذي بعض بذور الصبر ستفيدك حتما لتتحملي حزنك إلي أن  تنبت بذور الفرح في دنياكِ
الفتاه : حسنا وأنت أيضا خذ بعض بذور الفرح ستسعد بها حتما
الشاب : حسناً .. أشكرك ..هيا نكمل الطريق

وفي منتصف الطريق كانا ينتظرهما مفاجأه مخيفه  .. ففجأه كأن الطريق انشق وظهرت غوله شديده القبح والتوحش ومعها أعوانها
الغوله : مرحباً مرحباً بأهل الإنس .. ماذا تحملان معكما تستطيعا أن تقدماه هدية لي  ؟
الشاب : إننا لا نملك سوى بعض بذور
الغوله : هاتها ..
أخذت منه بذور الصبر وراحت تأكلها فوجدتها مرة فلفظتها سريعا
ثم أخذت بذور الفرح من الفتاه .. فوجدتها كالهواء لم تسد جوعها
الفتاه راحت تبكى وتقول : ماذا افعل الآن .. أريد بذورى .. كيف سأحصل على غيرها
الغوله وهى تضحك بصوت مرعب : ستكون البذور آخر همك عزيزتى فعليك أيتها الجميله أن تذهبي لنهر الجميلات  وسوف تأتينى منه بالسمكه السوداء طعامى المفضل
وإذا لم تحضرى قبل المساء
سوف يكون هذا الشاب طعامنا  ها ها ها ولن تحصلي على بذور أخرى أبداً
.. عليكى أن تسرعى الآن فالوقت يمر
الفتاه : وأين الطريق ؟
الغوله : سيرى إلي الأمام مباشرة .. هيا أسرعى
البنت وهى تسير تتمتم : ما هذا الظلم .. كل الحكايات البطل فيها الرجل هو الذي يفعل كل شئ
يجوب الأرض ويتسلق الجبال ويعبر البحار
لماذا أنا التى تفعل هذا .. ياربي ساعدنى
ما هذا ؟ إننى أري نهر هناك
وعندما اقتربت الفتاه من النهر .. ظهرت لها امرأه قبيحه ترتدى السواد يبدو أنها ساحرة
المرأه : أهلا أهلا جميلتى .. ما الذي أتى بك إلي هنا
الفتاه : أنا أنا أريد أن أصطاد السمكه السوداء
المرأه : هكذا ببساطه دون أن تستأذنى ملكه النهر وتدفعى ثمن ما تريدين
الفتاه : لم أكن أعلم أن للنهر ملكه .. أين هى إذا ؟
المرأه : إنها أنا
الفتاه : حسنا وماذا تريدين ثمناً للسمكه ؟
المرأه : أريد جمالك وشبابك
الفتاه : ها .. مستحيل
المرأه : حسناً تستطيعين العوده من حيث أتيتى
الفتاة : لكنى أريد تلك السمكه بشده
المرأه : إذا أردتى شئ فعليكِ أن تدفعى ثمنه
الفتاه : ولكن أنت تطلبين شيئاً مستحيل
المرأه : لا تقلقي ..سأخفف الأمر عليكِ
ما رأيك لو أمنحك إحدى تعويذاتى السحريه .. التى قد تعيد لك شبابك وجمالك يوماً ما
الفتاه : أي تعويذه ؟ وماذا لو لم تنجح تعويذتك تلك ؟ أيضيع عمري هكذا بكل بساطه ؟
المرأه : الحياة مغامرة كبيرة يا عزيزتى ..و ليس فيها أي شئ مضمون  .. ربما تخرجين من عندى الآن وتفقدين حياتك كلها فجأه .. أليس من الممكن أن يحدث ذلك ؟
الفتاة : نعم .. قد يحدث ....
المرأه : إذا إما أن تقبلي  المغامرة تلك أو تمضي في سلام
الفتاه بعد تفكير .. وباستسلام قالت : حسناً أقبل .. ما هى تلك التعويذه ؟
المرأه : إذا اجتمعت الأرض الصحراء .. ولون قوس قزح السماء .. ونبتت على غير موعد بذور الوفاء
فخذي بعضاً منها  .. وضعيها فوق رأسك .. وقتها ستعودين لما أراك عليه الآن
والآن ما رأيك ؟
الفتاه بعد تردد : حسنا أوافق


علي الجانب الآخر كان الشاب يسير مع الغوله وأعوانها .. مقيد اليدين .. معصوب العينين .. لا يدرى أين هو ولا إلي أين يذهب .. وطوال الطريق لم يكن يفعل شئ سوى أن يحدث نفسه بكل ماحدث
ترى أين الفتاه الآن ؟ هل استطاعت أن تصل للنهر ؟ أتراها ستأتى ؟ ولكن ما الذي يدفعها لتحمل تلك المخاطر من أجلي ؟ ماذا لو لم تأتى ؟ أتنتهى حياتى بأن أكون طعام لتلك الغوله ؟ ماذا سأفعل . ...؟
حتى جاءه صوت أحد أعوان الغوله : توقف هنا أيها الشاب .. لقد وصلنا
ونزع العصابه من فوق عينيه
ولاول مرة يري الشاب النور بعد ساعات طويله من السير فى ظلام
وإذا به في مكان غريب يشبه الكهف
دفعه أحد أعوان الغوله فيه قائلا وهو يضحك  : ستمكث هنا حتى تأتى الفتاه وإذا لم تأتى ستكون أنت طعامنا الليله
ثم انصرف
الشاب : ما هذا المكان المظلم المخيف ..حقا أنه يليق بتلك الغوله القبيحه
ولكن ما هذا الذي هناك .. ألمح شئ يتحرك هناك ....سأقترب أكثر لأري

ما هذا ؟ أنه رجل .. يبدو أنه سجين هنا مثلي .. تري ما حكايته ؟ وما الذي أتى به إلي هنا ؟ ...
الشاب : مرحبا عمى
الرجل : مرحباً يا بنى
الشاب : لماذا أنت هنا ؟ أتكون سجين هنا مثلي ؟
الرجل : اجلس أيها الشاب واسترح .. فهنا لا نملك إلا الوقت الطويل الممل و سأحكى لك حكايتى بعد أن تحكى لى أولا حكايتك أنت
الشاب : حسنا ... إننى كنت .......... وراح يحكى الشاب كل ما حدث من بدايه محل البذور إلي أن وصل لسجن الغوله
الرجل بعد أن استمع له  : وبالطبع أنت لا تعرف أين الفتاة الآن .. على أيه حال  فحكايتى لا تختلف كثيراً عن حكايتك .. فحكايتى أيضاً تبدأ من محل البذور .. فمنذ 10 أعوام

ذهبت أنا وزوجتى الحبيبه .. منيه النفس ورفيقه الدرب  إلي محل البذور لنحصل على بعض بذور الوفاء
وبالفعل حصلنا عليها
وفي الطريق أثناء عودتنا مررنا بصحراء وكان الماء قد نفذ منا وشعرت زوجتى بالعطش
تركت معها البذور وذهبت أبحث عن الماء من أجلها .. وبدلأ من أن أعثر عليه  .. عثرت  الغوله علي  وأخذتنى أسيرها
الشاب : ولكن .. كيف لم تأكلك أو تقتلك إلي الآن ؟ لماذا صبرت كل تلك المده في حين أنها تمنحنى فرصه فقط للمساء ؟
الرجل وهو يضحك : لا تستطيع .. فهى تخشانى .. فأنا نذير موتها
الشاب : كيف ؟

الرجل : لأننى الوحيد الذي يعرف الأسطورة التى تحكي كيف ستموت الغوله وأعوانها
الشاب : أي أسطورة ؟

الرجل : إنها اسطورة قديمه  تقول.. أنه إذا تخضبت وارتوت  بذور الفرح بالدماء تحولت لإعصار مخيف  من القهر والظلم .. يكبر ويكبر حتى
يأخذ في طريقه كل ظالم ومعتد وقاتل .....
وهى تعتقد أنى أملك تلك البذور وأخفيها عنها  .. هى تعتقد أنى حصلت عليها أثناء زيارتى لمحل البذور
الشاب : وهل أنت تملك تلك البذور ؟
الرجل : بالطبع لا .. ولكن هذا ما يبقينى على قيد الحياة حتى  الآن وأحمد الله على ذلك
الغوله ظهرت فجأه وراحت تضحك بشكل مرعب : كل هذه السنوات وأنت تخدعنى أيها الماكر
لقد سمعتكما
أنت أيها المخادع جعلتنى أمضي 10 أعوام في خوف ورعب

لسوف أنتقم منك .. ولسوف تتمنى الموت .. سوف أعذبك بقدر ما خدعتنى
الشاب : اهرب عمى.. اهرب وسوف أشغلهم عنك
الرجل يحاول الجري في طرقات الكهف
الغوله : أيها الحراس أقتلوه .. أطلقوا سهامكم
الحراس أطلقوا السهام وأصابوا الرجل وسقط ينزف بغزارة
الغوله وهى تضحك عالياً : هاهى الدماء يا صاحب الأسطورة .. أين بذورك الآن أيها الماكر ؟
أين أسطورتك البلهاء ؟
سأظل الأقوى على الأرض ( ضحكات متتاليه )
الشاب تذكر بعض بذور الفرح التى منحتها له الفتاه
الشاب أخرجها من ملابسه : هاهى أيتها الشريرة .. وألقي بها فوق دماء الرجل
تلونت البذور بالدماء وارتوت منها وأخذت تتحرك مكونه إعصار مخيف
ظل يكبر ويكبر
وسرعان ما حاولت الغوله وأعوانها الهرب منه
ولكنه راح يلف ويدور حول نفسه ويتحرك بسرعه حتى إبتلعهم جميعا في طريقه
الشاب والرجل كانا في حاله اندهاش غير مصدقان ما يحدث
الشاب : لا أصدق أننا تخلصنا منها .. الحمد لله
الرجل يتألم
الشاب :لا تخف فجرحك سطحى سأضمده  لك
والآن هيا من هنا قبل أن ينهار هذا الكهف علينا
هيا أرى هناك طريق
الرجل وهو يتألم : هيا هيا أريد أن أبحث عن زوجتى .. لا أصدق أن بعد كل تلك السنوات والصبر سأخرج لزوجتى .. سأخرج للحياه
الشاب : هيا ..أنا أيضا  أريد أن أبحث عن الفتاه .. كم أخشي أن يصيبها مكروه بسببي
فلولا بذورها ما كنا نحيا الآن
الحمد لله
هيا

الساحرة : حسنا جميلتى هيا امنحينى جمالك هذا
وراحت تتمتم بكلمات غريبه حتى تحولت الفتاه رويداً رويداً إلي عجوز
وتحولت الساحرة العجوزة إلي شابه جميله
الساحرة : هاهى السمكه السوداء .. ولكنك لن تستطيعى العوده من نفس الطريق
ستضطري الي استخدام طريق الصحراء
الفتاه : ولما ؟
الساحرة : أقصر .. والشمس أوشكت على المغيب .. وراحت تضحك
ثم من أخذتى السمكه من أجلها قد انتهى أمرها الآن
الفتاه :ماذا ؟ كيف ؟ لقد خدعتينى أيتها الشريرة
الساحرة : لقد ماتت الغوله وأعوانها .. وأخذت ما أريد منك وكذلك أنت حصلتى على ما تريدين و انتهى الأمر .. هيا من هنا .. ولا تنسي إننى منحتك إحدى تعويذاتى .. لا تنسيها فقد تحتجينها يوماً
هيا أسرعى قبل ان يحل الظلام وتضلي طريقك
الفتاه مشيت وهى تحدث نفسها : أضل الطريق ! أي طريق ؟ إلي أين أنا ذاهبه ؟ماذا فعلت بنفسي ؟
تري أين الشاب الآن ؟ لقد انتهى أمري
وراحت تغنى في حزن
صرت عجوزاً .. انتهيت أنا لا محاله
وكأن عمري هرب منى في عجاله
أين أنا ؟ لا أعلم
وكأنى بكابوس أحلم
أريد حياتى ..
 أريد نجاتى ..
ما قلبى فيه من الخطر أخطر
أريد العوده ياربي
 لعمري الأخضر
حتى سمعت صوت السمكه

السمكه : أرجوكى أعيدينى إلي النهر
الفتاه وهى مرعوبه ألقت بالسمكه على الأرض وابتعدت
السمكه : أرجوكى أعيدينى إلي النهر قبل أن أموت
االفتاه : ياللعجب سمكه تتحدث ؟
السمكه : أرجوكى .. بدون أسئله
الفتاه : حسنا فما حاجتى بك الآن ..سوف أعيدك للنهر
السمكه : أشكرك
وبعد أن ألقتها الفتاه في النهر
قالت السمكه : انتظرينى قليلا
غطست السمكه ثم عادت بقربه من الماء
السمكه : خذي
الفتاه : ما هذا ؟
السمكه : إنه ماء مسحور إذا أذبتى فيه بذور الصبر تطايرت حتى تصل للسماء مكونه قوس قزح
عله يدخل على قلبك الفرح أيتها الطيبه
الفتاه : فرح ! أي فرح بعد أن فقدت نفسي ... على أيه حال .. أشكرك
عادت السمكه للنهر وعادت الفتاه للسير وقد عم الظلام
الفتاه : يالها من صحراء مخيفه .. هذا ما كان ينقصنى لتكتمل مأساتى .. لله الأمر
 ولكن ما هذا الذي هناك
يا الله ... إنه ضوء .. إنه ضوء
أسرعت الفتاه نحوه .. حتى وجدت نفسها أمام كوخ صغير
وراحت تطرق بابه

تك تك
جاء صوت رقيق من الداخل : من بالباب ؟
الفتاه : عابرة سبيل
انفتح الباب وظهرت امرأة عليها ملامح الوقار والجمال والحزن معا
المرأه : تفضلى سيدتى
استريحى
جلست الفتاه العجوز وسيده الكوخ
سيده الكوخ : أهلا بك .. يبدو عليكِ التعب والإرهاق .. أسافرتى طويلا ؟
الفتاه : رحلتى لم تكن طويله .. لكنها أليمه
سيده الكوخ : دعينا نجهز لك بعض الطعام أولاً فلدينا الوقت لنتحدث كثيرا ..  إننى جد سعيده بوجودك معى
فيا لك من صحبه طيبه جاءتنى على غير موعد فلأول مرة منذ سنوات أجد من يشاركنى الطعام
الفتاه : يالها من فكرة .. فانا أكاد أموت جوعاً
المرأه : استريحى وسوف أعد الطعام لكلينا
جلسا الإثنان بعد تناول الطعام
سيده الكوخ : أخبرينى عن رحلتك ربما استطعت مساعدتك ...  أضللتى طريقك في هذه الصحراء ؟ أم ماذا ؟
الفتاه : إننى .... وراحت تسرد لها حكايتها
المرأه يا لك من مسكينه صغيرتى  ..
يبدوا أننا جميعاً أثناء بحثنا عن أشياء نتمناها نفقد أشياء أخرى قد تكون أكبر وأهم مما نبحث عنه
أو العكس بالطبع .. ليتنا نتعلم أن نتمسك جيداً بما نملك قبل أن نبحث عما نتمنى
الفتاه : وهل فقدتى أنت شئ ؟

المرأه : نعم لقد فقدت توأم روحى ورفيق حياتى وصديق عمري
الفتاه : فقدتى من ؟
الفتاه : ما هى حكايتك ؟
المرأه : لا تتعجلي أيتها الفتاة العجوز .. اخلدى للنوم والراحه الآن
وفي الغد سوف آخذك معى في جوله داخل مزرعتى الصغيرة
وسأروى لك كل شئ
الفتاه : حسنا كما تحبي .......

على الجانب الآخر كان الشاب والرجل

الشاب حمل الرجل الذي لا يستطيع أن يتحرك  وخرجا من الكهف اللعين
الرجل : من هنا .. هذا هو الطريق .. هيا أسرع
سار الشاب وهو يحمل الرجل حتى شعر بالتعب
الشاب : دعنا نرتاح قليلا
الرجل : لا سيحل الظلام قريبا وأخشي من هذه الغابه .. على أيه حال أنا صرت بخير أستطيع أن أتحرك
الشاب : ماعدت اقوى على الحركه .. دعنا نسترح قليلاً
الرجل : حسنا لنسرح هنا قليلاً

.. ولكن هل تعلم أن لهذه الغابه حكايه غريبه
الشاب : أي حكايه
الرجل : يقال أنه إذا مر بها إنسان يجيد فن الرسم .. تحولت تلك الأشجار القاتمه إلي ألوان عجيبه
وتحولت الأرض المظلمه في كل موضع لقدمه إلي أضواء ساطعه
ولتناثرت الزهور في كل مكان .. ثم قال وهو يضحك إنها اسطورة أخري
الشاب وهو يضحك : سأطلق عليك من الآن لقب ( رجل الأساطير )
الرجل وهو يبتسم : نعم فأنا أعرف الكثير عن الأساطير وأجمل تلك الأساطير وأروعها على الإطلاق هى زوجتى الحبيبه
الشاب : 10 أعوام ولم تنساها ؟ أو يقل حبك لها ؟

الرجل : هل يستطيع إنسان أن يحيا بلا هواء ؟ بلا ماء ؟
إنها أسباب الحياة بالنسبة لي ؟ فكيف أنساها ؟
إننى أمضيت ال 10 سنوات محافظاً على حياتى فقط من أجلها ... إنها الأمل بالنسبه لي فكيف أنساها ؟
كل تلك السنوات ولدى أمنيه واحده وهى أن أراها وأطمئن عليها وليحدث أي شئ بعد ذلك .. فلا شئ آخر يعنينى
الشاب : أدعو الله أن تجدها وتطمئن عليها   ....جمعكما الله على خير
الرجل : يارب
الشاب : ولكن أخبرنى هل ستتحقق الأسطورة فقط لو مر بها من يجيد فن الرسم ؟
الرجل : نعم
الشاب وهو يبتسم : حسنا لو كان كلامك صحيحاً فيسعدنى أن أخبرك .. أنك بصحبه هذا الإنسان
الرجل : كيف ذلك  ؟

الشاب : ألم أخبرك أنى أجيد الرسم منذ طفولتى
الرجل : حقاً ؟!  إذا هيا .. لعل حكاية الغابه تتحقق ونراها بأعيننا .. فقط عليك أن تتخيل ما تريد وسوف يتحقق
تخيل الألوان والأضواء .. وسوف تراها
الشاب : هيا لنرى
وما أن وضع الشاب قدمه على أرض الغابه حتى رأي نور ينبع من تحت قدمه
وكلما تحركت أقدامه انتقل النور لجزء آخر من الغابه وهكذا...
الشاب وهو يضحك ويقفز يمين وشمال : ما هذا ؟ يالها من روعه
ورويداً رويدأ أضاءت كل الغابه وتناثرت الزهور في كل مكان
وتلونت الأشجار بألوان غريبه
الشاب : أريد زهور الياسمين هنا .. فتتناثر زهور الياسمين
وأريد زهر البنفسج هناك .. فتتناثر زهور البنفسج هناك

الرجل : ياللروعه .. لا شك أننا  سنمضي الليل هنا في هذا الجمال
وبعد فترة خلدا الإثنان للنوم من شده التعب

وفي الصباح
استيقظ الشاب ولم يجد رجل الأساطير
الشاب : أين هو ؟ أين ذهب ؟ وراح يبحث عنه هنا وهناك
حتى وجده
الشاب : أنت هنا إذا ! ماذا تفعل ؟
الرجل : أردت أن أجمع بعض الزهور لزوجتى
انظر .. انظر .. أليست جميله ؟
الشاب : ولكن أين زوجتك الآن  ؟ رغم أنى أتمنى أن تجدها إلا أنى أخشى عليك مما قد يحدث  .. أليس من المحتمل ألا تجدها ؟ .. حقاً أنا أخشي عليك ولا أريدك أن تتعلق بالوهم
الرجل بهدوء وبابتسامه : سوف أجدها بأمر الله
وسوف نثثر بذور الوفاء معا كما تعاهدنا .. سأجدها
أليس كل متوقع .. آت ؟
أليس للقلب وللروح اتصال دائم بتوأمه ؟
أنا على يقين أن هذا الهواء يحمل أنفاسها .. وأن هذه الأرض تجمعنا .. ثم توقف وقال وهو لازال يبتسم
وأن هذة الزهور سوف تعجبها كثيرا .. فهى تعشقها
الشاب : أتمنى أن تجدها .. هيا لنبدأ رحله البحث
الرجل :هل ستبحث معى عنها ؟ هل سترافقنى ؟  ألن تذهب للبحث عن الفتاه ؟
الشاب : لقد حل الصباح .. أعتقد أنها في مأمن الآن بعد موت الغوله
كما أنى لست على يقين مثلك من أنها تبحث عن نجاتى
وعلى أيه حال سوف أرافقك لمنزلك أولاً فأنا أخشي عليك من جرحك
ثم سأتابع السير للبحث عنها
الرجل : هيا إذا

سارا الإثنان مسافه ليست بالقصيرة
فإذا بالرجل يسرع من خطاه فجأه ويقول
هناك .. هذا هو بيتى .. أتراه .. هناك حياتى .. أسرع .. أسرع
وصلا الإثنان فإذا بالبيت لا يبدو عليه أنه يسكنه أحد
دخل الإثنان فإذا بالمنزل خالي
الرجل : ما هذا ؟ أين زوجتى ؟ كل الأشياء كما هى في موضعها
لكن أين زوجتى ؟
الشاب : يبدو أن المنزل لا يسكنه أحد منذ سنوات فهو كالمهجور
الرجل جلس وكأنه يحمل حزن لم يعرفه أحد : يا إلهى أين هى ؟لقد تعاهدنا ؟ أين هى ؟ أين هى ؟

في كوخ المرأه الغامضه
المرأه : صباح الخير فتاتى العجوز .. هيا لدينا أعمال كثيرة .. هيا استعدى فسوف أدخلك اليوم عالمى الصغير
هيا لقد أعددت الفطور
الفتاة : صباح الخير سيدتى
المرأه : صباح الخير فتاتى الطيبه
 هيا هيا
بعد تناول الفطور
المرأه : تعالي أريك شئ  أحبه كثيرا
الفتاه : ماذا ؟
المرأه : انظري ..  أليس برائع ؟ لقد صنعته بنفسي .. إنه لايزال يحتاج بعذ الاضافات البسيطه لا أكثر وسيصبح بغايه الروعه
الفتاه : إنه فستان رائع بحق
المرأه وهى تبتسم  : نعم .. يجب أن يكون ليليق بمناسبه خاصه .. وسرحت بفكرها بعيداً ثم قالت
 كل شئ يأتى في وقته
 هيا الآن لنخرج

خرجا الاثنان ودار الحوار
المرأه هاهو عالمى الصغير ...ما رأيك به ؟
 هنا مزرعتى الصغيرة أزرع فيها بعض الخضر والفواكه التى تناسب هذه البيئه
وهى تكفينى ويفيض
وهناك  مزرعة الأغنام .. هى صغيرة أيضا .. فالغنم بركه كما قال رسولنا عليه الصلاة والسلام .. وهى تدر علي بعض المال الذي يغنينى عن سؤال أحد
الفتاة : رائع .. كل دقيقه تمر يزداد إعجابي بك سيدتى
ولكن لماذا تعيشي هنا في هذه الصحراء وبمفردك ؟ أين أهلك ؟
المرأة إنها قصه طويله .. لكن تستطيعين قول أنى لم يكن لي سوى زوجى
الفتاة : وأين هو ؟
المرأة : لا أعلم ولكنى في انتظار عودته
الفتاة : عودته من أين ؟
المرأة : لا أدري .. ولا أعرف غير أنه ذهب منذ فترة وأنا في انتظاره
حتى بذور الوفاء التى اشتريناها سويا نثرتها في كل مكان ولكنها لم تنبت .. يبدو أنها  أيضا في انتظاره
الفتاه : منذ متى هو غائب ؟
المرأه : عشر سنوات
الفتاه : تنتظرينه 10 سنوات مع أنك لا تعلمى أين هو ؟! ما حاجتك إذا لبذور الوفاء .. وأنت الوفاء يتجسد بك

المرأة : لم تكن بذور الوفاء لنا .. لكننا أردنا أن ننثرها في كل مكان نذهب إليه ليعلم من يمر بكل طريق سرنا فيه
أننا مررنا به ليتعلموا معنى الوفاء
أتعلمى .. لقد تعاهدنا أن ننثرها في المكان الذي سندفن فيه أيضا
على أيه حال أنا في انتظاره .. وأعلم أنه حتما سيأتى .. فما كان يمنعه من العوده إلا شئ أقوى منه

سأظل أنتظره وسأبقى أبداً أدعو له ..
الفتاه : أليس من الممكن أن يكون ذهب لأخرى ؟ أو أصابه مكروه لا قدر الله
المرأه : هو بخير والحمد لله .. أعلم ذلك .. فأنا أستشعر وجوده في كل ما حولي .. أستشعر أنفاسه في هذا الهواء الذي يمر بي .. هو بخير وسيأتى .. وسنحتفل سوياً .. وأعددت كل شئ لذلك .. حتى الفستان الذي سأرتديه
لكن مسأله أن يذهب لأخرى فهى مستحيلة .. فأنت لا تعرفين زوجى ولا تعرفينى
على أية حال فهو ليس من الرجال الذين يفعلون ذلك .. ولست أنا بمن يُفعل بها ذلك
الفتاه وهى تبتسم وتتذكر :لذلك تخيطين فستانك بنفسك .. عودته هى المناسبه الخاصه .. أعترف أنى شديده السعاده بك سيدتى
وابتسما الاثنان

في منزل الرجل

الشاب : هون على نفسك .. نحن لا نعلم ماذا حدث لها  .. ربما سافرت .. ربما ذهبت لزيارة أهلها
الرجل : أنا وطنها .. وأهلها ... سوف أبحث عنها حتى تنتهى أنفاسي
الشاب : سوف تجدها بأمر الله
الرجل : نعم .. سوف أجدها بأمر الله .. سأبحث من مكان ما انتهيت
سأبدأ بالمكان الذي تركتها فيه
الشاب : سآتى معك .. لن أتركك هكذا
الرجل : هيا الآن لا أستطيع الانتظار

سارا الرجل والشاب كثيرا حتى أصبحا في الصحراء
الرجل : من هنا .. لقد كان هذا طريق عودتنا
هيا لقد اقتربنا .. لقد تركتها هناك ... لكن لم يكن يسكن هنا أحد
ما ذاك الكوخ هناك ؟
الشاب : هيا لنقترب .. ربما سمحوا لنا بأن نستريح قليلا
الرجل : هيا لنسأل من فيه ... ربما يعلموا عن زوجتى شئ
وقف الإثنان أمام الباب
دق الرجل الباب

ظهر صوت امرأه عجوز يأتى من الداخل
المرأه العجوز : من ؟
الرجل : عابر سبيل أريد أن أستفسر عن شئ من فضلك
انفتح الباب وظهرت امرأه عجوز نظرت للشاب بتعجب واستمرت معلقه عينيها به
المرأه العجوز : إنه أنت !
الرجل : ماذا بك ؟
الشاب : هل تعرفينى سيدتى ؟
المرأه العجوز : نعم نعم .. إنه أنه.. كيف عرفت طريقى ؟ وتوقفت عن الكلام ودخلت مسرعه
الفتاه العجوز للمرأه : سيدتى أسرعى  الشاب بالباب
المرأه : معقول ؟ أمتأكده إنه هو؟
الفتاه : نعم نعم إنه هو ومعه رجل آخر ..
المرأه : أي رجل ؟ يبدو أن الزائرين عرفوا طريقنا .. فمرحباً بهم
الفتاه : إنه يريد أن يستفسر عن شئ
المرأه : هيا لنري ماذا يريدا
خرج الاثنان لاستقبال الزائرين
وقبل أن تصل المرأه إلي الباب توقفت
الفتاه : ما بك ؟
وكأن المرأه لم تسمعها وسارت بخطى بطيئه ثم أسرعت نحو الباب
واسرع الرجل نحوها دون أن ينطق بكلمه ........
والشاب والفتاه في تعجب
الرجل : سامحينى ... لقد تأخرت عليكِ
المرأه : المهم أنك بخير ..
الرجل :.. كان رغماً عنى .. سامحينى
المرأه : المهم أنك أتيت
الرجل : انتظرتينى ...؟
المرأه : نعم ..ألا تذكر آخر شئ قلته لي قبل أن ترحل
الرجل يحاول أن يتذكر : ماذا قلت ؟
المرأه : قلت .. سأجلب لك الماء وسأحضر سريعاً .. انتظرينى
ألا تذكر أيضا بماذا أجبتك ؟
الرجل : قلتِ سأنتظرك لآخر العمر ..
المرأه : وانتظرتك .. هنا ..و في نفس المكان


الشاب ينظر للفتاه العجوز : هيا لنخرج قليلا
في الخارج دار الحديث بين الشاب والفتاة
الشاب : أتعرفينى
الفتاة : نعم .. ألا تذكرنى ؟
الشاب : أشعر أنى أعرفك .. لكنى لا أذكر شئ
الفتاه : أنا من ذهبت لتحضر السمكه السوداء للغوله حتى تحررك
الشاب : أنت ! ... ولكن كيف صرتى هكذا ؟ ماذا حدث لك ؟
الفتاه : ذهبت إلي النهر .......... وراحت تحكى كل ما حدث لها
الشاب : أتنازلتى عن شبابك من أجلي ؟
الفتاة : ليس بالضبط ... فقط أردت أن أحررك حتى نستطيع أن نذهب معاً لأحضر بعض بذور الفرح بدلاً من التى أخذتها الغوله .. ألا تذكر أن الباب لن يفتح إلا إذا كنا معاً .....
الشاب :نعم أذكر .. ولكن هل تدري أنك بالفعل كنت سبباً في إنقاذي والقضاء على الغوله ؟
الفتاة : كيف ؟
الشاب : بذور الفرح القليله التى منحتنى إيها هى التى أنقذتنى ........... وراح يحكى لها كل ما حدث
الفتاه : لا شك أن في هذه الرحله فقدنا أشياء كثيرة  وتعلمنا أشياء أكثر
هيا لنعود للزوجين لنحتفل بهما ومعهما .. أنا سعيده جدا بعوده الزوج
الشاب : وانا أيضا سعيد جداً أنه وجد زوجته .. هيا لنحتفل بهما
أثناء العوده شاهد الإثنان شئ غريب

الشاب : ما هذه الزهور التى نبتت  فجأه؟ لم تكن موجوده أثناء مرورنا
كيف نبتت بهذه السرعه
الفتاه وهى مندهشه : إنها هى .. إنها نبتت بعودته ووجودهما معاً كما قالت لي ......
الشاب : لا أفهم شئ
الفتاه : أسرع أسرع لنخبرهما .. إنها بذور الوفاء قد نبتت أخيراً
أسرعا الإثنان ودخلا الكوخ
الفتاه : بذور الوفاء سيدتى قد نبتت هيا أسرعى لتشاهديها .. إنها رائعه بحق
المرأه : أحقاً ...
خرج الجميع فإذا بزهور الوفاء منتشرة هنا وهناك .. تزين المكان بشكل رائع
الرجل ينظر لزوجته : إنها زهور الوفاء قد نبتت ...  لقد نجحنا
المرأة وهى شديد الفرح : نعم أخيراً .. الأفراح تأتى قلبي متتاليه .. أكاد أطير فرحاً
الرجل جمع بعض الزهور وصنع منها تاج ألبسه لزوجته
وكذلك فعل الشاب .. صنع تاجاً من زهور الوفاء وأهداه للفتاه العجوز
الفتاه : أشكرك .. ولكن لماذا تهدينى إياه ..؟
الشاب : لا تنسي أنك كنتى سبباً في نجاتى .. أنه يليق بكِ
ولكن كفى كلاما الآنً .. هيا  هيا لنحتفل
الفتاه : سأحتفل بكم بطريقتى
الشاب : كيف ؟
الفتاة سألون السماء بقوس قزح .. انتظروا لأحضر الماء المسحور
ها هو الماء .. وها هى بذور الصبر .. فلننظر هل ستصدق السمكه السوداء
وما إن وضعت البذور مع الماء حتى تصاعدت ألوان عجيبه سرعان ما استقرت في السماء مكونه قوس قزح يظلل الجميع
وفجأة بدأت تتحول الفتاه العجوز وتعود لشبابها في ذهول من الجميع
الشاب : لقد عدتى كما كنتى .. عاد عمرك وجمالك .. كيف ؟ ما الأمر ؟
الفتاه أنا عدت لنفسي ! وراحت تتذكر كلام الساحرة وتردده : فإذا اجتمعت الأرض الصحراء .. ولون قوس قزح السماء .. ونبتت على غير موعد بذور الوفاء
فخذي بعضاً منها  .. وضعيها فوق رأسك .. وقتها ستعودين لما أراك عليه الآن
الفتاه وهى تقفز فرحه : إن التعويذه تحققت .. الحمد لله الحمد لله .. لقد عدت لنفسي
المرأه : مرحبا بعودتك فتاتى الجميله .. الأفراح تتضاعف ربي فلك الحمد
الرجل : هيا لنحتفل كما لم نحتفل من قبل
إحتفلا الجميع وحان وقت رحيل الشاب والفتاه
الشاب : هيا لنذهب ونحضر بذوراً غير التى فقدناها
الفتاه : هيا
الرجل : سعدت بصحبتك أيها الشاب الطيب .. أتمنى لك حياة سعيده
الشاب : بل أنا الذي سعدت بالتعرف على رجل مثلك لديه من القوة والصبر والشجاعه واليقين مالم أراه من قبل
المرأه : احترسي لنفسك يا فتاتى .. أتمنى أن تجدى الفرح الذي تتمنين
الفتاه : أحببتك كثيراغ سيدتى وسأظل أذكرك دوما ما حييت .. لقد تعلمت منك الكثير والكثير
وأتمنى لك حياه رائعه بروعتك
ودعا الرجل وزوجته الشابين

وفي  الطريق
الفتاه : ألا زلت تصر على أن تذهب لمحل البذور ؟
الشاب : لا .. وأنت
الفتاه : لا أريد الذهاب .. لقد كدت أضيع عمرى انتظاراً للفرح .. في حين أنه سيأتى وقتما أراد الله
لازلت أذكر وجه المرأه وهى فرحه بعوده زوجها الذي جاء دون موعد .. هكذا الأفراح تأتى بلا موعد .. تأتى فجأه ولهذا السبب يكون لها مذاقها الخاص المفرح الذي يسعد القلب
كما أنى بالفعل لدى من الأشياء الكثير والكثير .. لدى ما يجعلنى بالفعل فرحه .. الحمد لله
سأعيش حياتى يوماً بيوم كما قدرها الله لي .. وسأستمتع كل يوم بما منحه الله لي
الشاب : وأنا كذلك .. كنت أبحث عن الصبر .. وإذا قارنت حياتى بحياه هذا الرجل الذي فقد 10 أعوام من عمره في سجن الغوله .. 10 أعوام دون أن ييأس أو يستسلم
فإنى أعتبر نفسي أعيش في رفاهيه
واستيقظ الشاب وهو يردد : أعيش في رفاهيه .. أعيش في رفاهيه
نظر الشاب حوله : أكان هذا حلم ؟
الفتاه تستيقظ وتنظر حولها في تعجب : أكنت أحلم .. تحاول أن تتذكر كل شئ
الفتاه : ياله من حلم ..
الشاب : تري ألهذة الفتاه وجود
الفتاه : أنا حتى لم أعرف اسمه
الشاب : لازلت أذكر وجهها جيداً .. إنه مطبوع بذاكرتى .. سأرسم هذا الوجه من الآن .. وسأشترك به في المسابقه القادمه
الفتاه : ترى ألهذا الشاب وجود ؟ يبدو أنى لم أفق بعد من نومى  .. إنه مجرد حلم

في معرض الفنون
في صدر المعرض كانت صورة الفتاه كأروع ما يكون
زوجان يقفان أمام الصورة مشدودان بروعتها وروعه الخطوط والألوان  والشاب خلفهما يتابع كل ردود الأفعال عن الصورة
الزوج : يبدو هذا الوجه مألوفاً لي
وما إن سمع الشاب كلام الرجل حتى قفز أمامه
الشاب  : ماذا ؟ ماذا قلت سيدى ؟
الزوج : قلت أن هذا الوجه أعرفه جيداً
نعم إنها  إحدى طالباتى المميزات أثناء فترة عملى بالجامعه قبل أن أنهى عملي منذ 4 أعوام
الشاب : كيف ؟ من هى ؟ وأي جامعه ؟ وأين هى الآن ؟
الرجل : لا أدري أين هى لكن أستطيع أن أجيبك عن باقي الأسئله ...........
الشاب : 4 أعوام .. وليكن ... سأبحث عنها ........ نعم سأبحث عنها وسأجدها يوماً ما .......


تمت ...
سلوى :)




وتبقى أشياؤهم



يرحلون .. وتبقى أشياؤهم
تذكرنا بهم
فتاره نبتسم
وتاره نزداد ألماً
وفي الحالتين .. العين تدمع


Thursday, June 5, 2014

يا الله .......

لأقعدن ببابك يا الله حتى يُفتح
ولأستغفرنك يا الله حتى تصفح
ولسوف أرضى ولسوف أرضى
حتى ترضي
وبدخولي في عبادك تسمح