Sunday, May 23, 2010

إن كنت تريد فتاتك أن تكون زوجة لك

هذه الرسالة لأصحاب القلوب الرقيقة والمشاعر الحساسة والذين يطلبون إفضاء شهواتهم
وإشباع غرائزهم بالحلال ، وليست للشباب والفتيات الذين أسلموا أنفسهم للشيطان
طواعية واختيارا ، ولا يرون فرقا
محاذاة إلى الوسطبين الحلال والحرام ....

بل إنها لك أنت يا من ترعى حق الله وتحاول أن تقيم حدوده قدر استطاعتك ، فأنت محافظ على الصلاة
وتقرأ وردك من القرآن كل ليلة وقد تكون ممن يقيم الليل ، ترعى حق جارك ويشهد لك معارفك واقاربك
واصدقاؤك بالصلاح والاستقامة . فهلا سمحت لى بهذا الحديث الخاص جدا ..



أخى ... هل لك قلب ينبض ، هل لك عين تحب الجمال ، ولسان يعبر ، ونفس تطوق للحب وتتمنى كلمة
ناعمة ولمسة حانية ونظرة مؤثرة ... هل أنت انسان رقيق المشاعر رومانسى ...

هل قابلت يوما فتاة فى الجامعة أو فى العمل أو عبر الانترنت أو كانت جارتك أو كانت صديقة لأختك
أو فى أى مكان يسمح بتواجد الفتيات والشباب فى مجتمعنا ، ثم أعجبتك لجمالها أو لأدبها أو لدينها
أو لثقافتها أو لدونما سبب تستطيع تحديده فقد يكون انجذاب لا تعرف مصدره ولا سببه ...
ل شرعت فى التقرب منها والتعرف عليها ، وهل هى قابلت رغبتك بنفس الحماس الذى ظهر منك
وكلاكما لا يحمل للآخر أى ظن سىء فى أخلاقه فكلاكما انسان طيب ونقي ...

هل قويت علاقتكما فتعاهدتما على الصداقة البريئة مع أن كل منكما يؤجل الافصاح عما فى قلبه من شعور
يعجبه ويحس بحلاوته ولا يتمنى زواله ، ولكن هكذا تكون البداية دائما ... هل بعد مدة قصيرة
تصارحتما ثم تعاهدتما على الزواج ولكن للأسف هناك ظرف ما يعوق إتمام هذا الزواج كدراستك
أو سفر والدها أو عدم تجهيزك المال اللازم للخطبة والشبكة والأثاث وغيره ...فآثرتما أن تصبرا
وتنتظرا تحسن الظروف ...ومع مرور الوقت مرت بكما لحظات تمنى كل منكما لو يجد نفسه
زوجاً للآخر بين طرفة عينٍ وانتباهتها ...

هل عبرت عن رغبتك هذه بكلمة مهموسة رقيقة ، ولمسة يد حانية دافئة ، ونظرة مستقرة مشفقة ،
هل تطور الأمر وقبلت يديها ، وتكرر هذا المشهد الأخير مع اشتعال الغرام واللهفة فقبلت شفاهها ...



هل هذا يعبر عن حبكما أم هو يطفىء شهوتيكما ... هل حبكما هذا حلال أم حرام ...

الحب ليس حراما
بل ورد فى خبر عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه أوصى للمتحابين بالزواج ، ولكن ما تظهره
وما تمارسه من مظاهر التعبير عن هذا الحب هو الحرام وعصيان الله فيه ظاهرا
ألم يقل الله " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ،
إن الله خبيرٌ بما تصنعون ، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن "
وأخبرت إحدى نساء النبى أنه لم تمس يده يد امرأة لا تحل له قط
،

فاسأل نفسك يا أخى كيف ستتلفظ بكلمة من تلك الكلمات التى تغرق بها سمع
فتاتك وأنت غاضاً لبصرك عنها ،

وكيف لك أن تلمس يدها وتقبلها وقدوتك فى حياتك النبى صلى الله عليه وسلم لم تمس يده يد إمرأة ولا فى البيعة ،
وكما أنك تحس بتأجج الحب فى قلبك فإن فتاتك مثلك لها قلب يحس ونفس تطوق ولحظات ضعف
ولكن لتربيتها المحافظة أوالدينية تخجل من حديثك وأفعالك فتراها قد تبادل كلماتك التى تدغدغ مشاعرها
باستحسان وطرب يظهر معناه فى إحمرار وجهها أو فى لمعان عينيها أو ارتعاش كفيها وحرارة آهة أو تنهيدة ،

ولأن من تمام لذة الشعور بالحب والعشق أن تستشعر من محبوبتك حبها لك وشغفها بك فتجد نفسك
تشجعها على التلفظ بعبارات الحب والشوق فتوقعها فى زلة الخضوع بالقول الذى نهى
عنه الله " ولا تخضعن بالقول " فتصير شريكا لها فى الذنب لتشجيعك لها ،


كل هذا يحدث ويظن كلاكما انه مازل لا يعص الله ولا يفعل منكرا ...

ولكن يا أخى الأمر خطير جدا إنك بسبب هذه العلاقة قد تضيع ساعات ثمينة من ثلث الليل الآخر
وأنت وفتاتك فى هيام ووهم ووجد تتناجيان عبر الهاتف فى تلك الساعة التى ينزل الله فيها الى
السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله فيعرض على عباده الغفران وقضاء الحاجات


وقد يبزغ الفجر ويتلاقى ملائكة الليل والنهار يستغفرون للذاكرين والمسبحين وأنت وفتاتك تتبادلان
العبارات الساخنة وتستعرضان الأمانى وتتبادلان كلمات العشق وقد يتطور بكما الامر فتزنيان بالخيال ...


نعم رغم كل ما يحمله قلبك من حب وود لفتاتك فأنتما تسيران فى طريق الزنا !!! حتى ولو
لم تكونا نويتما عليه ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا ،
أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، وزنا اللسان المنطق ، والنفس تمنَّى وتشتهي ،
والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه " . رواه البخاري ( 5889 ) ومسلم ( 2657 ) ، والمعصوم من عصمه الله ...


أخى .. إنى أعلم انك لست مجرما أوذئبا بشريا وفتاتك ليست بغى ولا فاجرة و أعلم انكما
لم تحسبا لكل هذا الذى وصلتما اليه ...


ولكن أنتما تعصيان الله !!!

نعم تعصيانه وهو يراكما ولا تستحيان منه !!! إنكما لم تقدرا الله حق قدره " يا أيها الإنسان ما غرك
بربك الكريم الذى خلقكك فسواك فعدلك فى أى صورة ما شاء ركبك " أهكذا حمدك وشكرك نعمة الله عليك ،
تعصيه على مرأى ومسمع منه ولا تستحى !!!

أعلم أنك إنسان مؤمن ولكن أحيانا تغلبك نفسك ويغلبك الهوى ودون ان تشعر تطيعهما وذلك فى
غفلة منك والإيمان يزيد وينقص و " كل ابن آدم خطاء " ولكنك حين غفلت كان الشيطان يتلصص
بك وينتظر تلك الغفلة ليفسد عليك قلبك
.. ولكن إطمئن لن يستطيع ان يفسده حتى ولو نجح فى ذلك
فى بداية الأمر ، لأن الله حافظك مادمت انت تحفظه " إحفظ الله يحفظك " فتجد أنك تذنب الذنب فيمهد
الله لك طريق الاستغفار والتوبة فيتوب عليك ويغفر لك " وخير الخطائين التوابون " ألآن اقلع عما
صنعت وتذكر قول الله " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن
يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون "

أرجو الله أن تكون هذه الكلمات التى بين يديك الآن من أسباب عودتك لله واستغفاره
والتوبة اليه والشروع فى اصلاح ما افسده الشيطان والنفس الأمارة بالسوء واستيقظت
النفس اللوامة وتعود للسير فى الطريق الصحيح ...


إن كنت تنوى الزواج بتلك الفتاة فعلا فاعلم ان الزواج رزق ونعمة ونعم الله لا تنال بالمعاصى ، بل قد يتعسر
عليك الأمر إلى أن يتم وإذا تم دبت الخلافات والمشاكل فتكره الساعة التى تقابلتما فيها رغم كل ما
كان بينكما من غرام وستندم على كل لحظة أضعتها لترضيها بسخط الله ...

كن قويا بإمانك واقترح على فتاتك أن تمنعا نفسيكما من الإتصال والمقابلات والخضوع بالقول حتى
تتحسن الظروف ، ثم رتب حالك وتوكل على الله وسترى ما سيفيضه الله عليك من تسهيل
امرك ... واعلم أنك إن توكلت على الله كان حسبك وإن لم تتوكل عليه وكلك الى نفسك فأعسر عليك أمرك ...

ألم تتساءل عن سبب فشل كل الزيجات التى بنيت على علاقة حب قبل الزواج والتى قد تطول
العلاقة لسنوات ثم تنتهى بدون اتمام للزواج وأجدك الآن تصيغ الإجابة " الشيطان يعدكم الفقر ،
والله يعدكم مغفرة منه وفضلا " وقد يكون الفقر هنا هو فقر الزواج أو فقر السعادة الزوجية لأنها
منذ البداية لم تكن كما يحب الله ورسوله فوعدهم الشيطان وصدقوه ثم خاب ظنهم حتما إلا إذا
انعم الله عليهما بفضله بالتوبة والاستغفار فتنصلح حالهم ويبارك الله
زواجهم ( فلا مضل لمن هدى الله – والموفق من وفقه الله )...

وقد تجد على الجانب الآخر الزيجات التى تتم بشكل إسلامى كما شرع الله كرؤية العروسان
بعضهما البعض كما أوصى النبى فى بداية الأمر ثم اذا كان القبول من الطرفين وهو الحد الأدنى
لضمان السعادة الزوجية وهذا بعد الاطمئنان على الدين والخلق وإستشارة من يوثق برأيهم ثم
استخارة الله ثم يشرع كلا الطرفين فى تجهيز نفسه دون تعدى على حدود الله فتجد الزواج يتيسر
والرزق يزيد والرضا يغلف حياتهما . ولا ينفى حصول القبول بين الطرفين امكانية
حصول الحب فقد يحب أحدهما الاخر من تلك النظرة وقد يقع الحب فى قلب كليهما معا ... فالنظرة بريد القلب .

كلمة أخيرة ....
إن كنت تريد فتاتك أن تكون زوجة لك ... فلا تنهك وتهلك وتبتذل مشاعرها وتغتال براءة قلب
نقى عفيف وتكون عونا للشيطان على افساده وانحرافه عن الطريق المستقيم .. فهيا
ليكن الله هو حسبك وليس الشيطان

" ومن يتقِ اللهَ يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب " , " ومن يتوكل على الله فهو حسبه
إن اللهَ بالغ أمره ، قد جعل الله لكلِ شىءٍ قدرا " ، " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا " ،
" ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظِم له أجرا "


يا شباب ويا فتيات كفاكم عبثا بأجمل وأرق ما لديكم وهى .. مشاعركم .

إن أعجبتك .. انشرها

منقــــــــــــــــــــــــــول