أخرج الدنيا من قلبك يضعها الله في يديك
قال صلي الله عليه وسلم
من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها
وقال
من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من
الدنيا إلا ما كتب له ، و من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره و جعل غناه في
قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة " .السلسلة الصحيحة للألباني حديث 950
كنت أتساءل
هل كل ما سبق ينفي ما جاء في التنميه البشريه وقوة العقل الباطن في تنميه الذات وتطويرها وتحقيق ما يصبوا إليه الإنسان
يعني الانسان مثلا ممكن يحقق ثروة أو نجاح ما باستخدام قدراته العقليه
ولا شك ان هذا من أمور الدنيا
فكيف إذا أخرجها الإنسان من قلبه يضعها الله في يديه ؟؟؟؟
كيف من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمرة ؟؟؟؟؟
لنتأمل الجمله الأول
أخرج الدنيا من قلبك يضعها الله بين يديك
فأمام الإنسان الدنيا بكل مفاتنها وأمامه الله
والقلب لا يسع الإثنين
وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
فالخير كله من الله وعند الله ومن وضع الله في قلبه إذا فهو يبغى الخير كله والنور كله والتوفيق كله والنجاح كله
أما الدنيا فقد قال الله عنها
وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
قال الإمام القرطبي في تفسيره: وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور: أي تغر المؤمن وتخدعه فيظن طول البقاء وهي فانية، والمتاع ما يتمتع به وينتفع، كالفأس والقدر والقصعة ثم يزول ولا يبقى ملكه
بالفعل نري كثير من أغنياء العالم جاءت عليهم لحظه وتنازلوا عن معظم ثرواتهمواكتفوا بالعمل الاجتماعي
مثل مايكل بلومبيرج عمدة نيويورك، وجورج لوكاس مخرج سلسلة أفلام «حرب النجوم» وتيد تيرنر مؤسس قناة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، بالإضافة إلى بارون هيلتون وريث سلسلة هيلتون للفنادق، ورجل البنوك ديفيد روكفيلر.
إن كل ما في الدنيا لا يقارن ولا يشكل نسبه فيما عند الله
فمن ابتغي ما عند الله لا شك انه سيصيب ما هو قليل .. والقليل هو الدنيا بكل ما فيها
ثم هي تكون في يديه لا تتعدى انها شئ مادي ملموس
وما يكون في يديك سهل أن ترميه في اي لحظه فهو ليس ذو قيمه كبيره
أما ما يكون في القلب فيبقى للأبد وليس من السهل نزعه
يقول الرسول صلي الله عليه وسلم
من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من
الدنيا إلا ما كتب له
وما ينطق عن الهوى فعلا
فمن أراد الدنيا وسعي لها عاش في نكد
فهو يريد هذا ويجري ويفشل ويحبط ويقلق ويحزن وييأس ويصاب بالذعر
إذا خسر صفقه مثلا أو لم يتزوج من يريد
وفي النهايه هو لن يحصل الا على ما كان مقدر له
بالطبع لا ادعو للتواكل
فالله يحب السعي والاتقان في العمل ولكن على ان لا يتمكن ذلك من القلب
فأنت تعمل وتسعي وأنت تمسك الامر بيديك ولا يتعدى الي القلب
إنه القلب دوما محل الاختبار ومحل النيه ومحل الصدق والاخلاص والحب
فاجعل الله في قلبك
:)ولا يهمك من الدنيا شئ لأنها ستأتيك راغمه